شكل فوز حركة حماس في انتخابات المجلس التشريعي في كانون ثاني/يناير 2006 وتوليها السلطة الجديدة في 29 آذار/مارس من نفس العام نهاية أربعة عقود من هيمنة منظمة التحرير الفلسطينية. وبهذا الفوز انتقلت حركة حماس من مواقع المعارضة لاتفاقيات أوسلو ولبرنامج منظمة التحرير إلى مواقع الحكم وأصبح عليها أن تتعاطى مع ما ينطوي على ذلك من تحديدات سياسية وأيديولوجية. أما حركة فتح فقد انتقلت بدورها من كونها الطرف الأقوى والأعظم تأُيراً على الحالة السياسية الفلسطينية إلى طرف وجد نفسه في موقع المعارض لحركة حماس وبرنامجها السياسي ووجها لوجه أمام تحديات من نوع جديد طرحت الكثير من التساؤلات حول الأحوال الداخلية للحركة وحول مستقبل الفعل الفلسطيني برمته بما في ذلك المشروع الوطني وإمكانية قيام الدولة الفلسطينية المستقلة.