فهد الفهد's Reviews > ستيف جوبز

ستيف جوبز

شاهدت قبل أيام فيلم (Steve Jobs) لداني بويل، والذي لعب فيه مايكل فاسبندر دور جوبز، يعتمد الفيلم الرائع على السيرة الذاتية التي كتبها والتر ايزاكسون بطلب من جوبز نفسه، ولكن يركز الفيلم شخصية جوبز وصراعاته ويتجاهل بقية التفاصيل، فلذا من الأفضل قراءة الكتاب قبل مشاهدة الفيلم، وهو عكس ما فعلته، فقد شاهدت الفيلم مفترضاً معرفتي بتفاصيل حياة جوبز ومسيرته، وحالما فرغت قررت أنني احتاج بعض التوضيحات لهذا بدأت بقراءة الكتاب الذي كنت أؤجله منذ صدوره.

ايزاكسون كاتب سيرة بارع، يقوم بواجبه التوثيقي بشكل ممتاز، يلتقي بالعشرات ممن عملوا مع جوبز، من محبيه وكارهيه على السواء، ثم يحول كل هذا الركام من المقابلات والوثائق واللقاءات المصورة وعروض أبل التي قدمها جوبز، بل حتى الاعلانات التلفزيونية إلى سيرة مشوقة لأحد ألمع رجال وادي السليكون، سيرة ابن مهاجر سوري تخلى عنه والداه، وعاش مطارداً بهذا الهاجس طيلة حياته، شاب ذكي خاض فترة من التصوف قادته إلى الهند وعقاقير الهلوسة، ثم عاد ليبني إمبراطورية من الحواسب والهواتف وأجهزة تشغيل الموسيقى، نعرف جوبز جيداً من خلال المنتجات التي قدمتها لنا الشركة التي أسسها، ولكن سنعرف كيف وصلت هذه الأجهزة وهذه التطبيقات إلى شكلها الحالي عندما نقرأ سيرة جوبز وأفكاره وشخصيته، سنفهم كيف تحولت أبل إلى عملاق في عالم الهواتف عندما نفهم السعي إلى الكمال والذي جعل جوبز يصر على أن تصنع أبل نفسها وتتحكم بكل دورة من المنتج من التخطيط له وحتى بيعه، هكذا صنعت وتصنع أبل العتاد المادي لأجهزتها، وأنظمة التشغيل والتطبيقات الأساسية ومتاجرها، يظهر هذا كله عقيدة جوبز في التحكم التام وإظهار المنتج بأفضل صورة ممكنة.

ستحب جوبز وستكرهه وأنت تقرأ الكتاب، ستشعر بأنه عظيم وحقير في ذات الوقت، وحدها شخصية معقدة كل هذا التعقيد يمكن لها أن تضع أبل وعلامتها حيث هي اليوم.