النشاط البدني

26 حزيران/يونيو 2024

حقائق رئيسية

  • تعود ممارسة النشاط البدني بانتظام بفوائد صحّية بدنية ونفسية كبيرة.
  • تسهم ممارسة البالغين للنشاط البدني في الوقاية من الإصابة بالأمراض غير السارية مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان وداء السكري وفي تدبيرها علاجياً، وتقلّل أعراض الاكتئاب والقلق، وتعزّز صحّة الدماغ، ويمكن أن تحسن العافية عموماً.
  • تعزّز ممارسة الأطفال والمراهقين للنشاط البدني صحّة العظام، وتشجع نماءهم ونمو عضلاتهم في ظل تمتّعهم بالصحّة، وتحسن تطوير قدراتهم الحركية والمعرفية.
  • لا تستوفي نسبة 31٪ من البالغين و80٪ من المراهقين للمعدّلات المُوصى بها من ممارسة النشاط البدني.
  • تتمثل الغاية العالميّة المحدّدة لتقليل معدّلات قلّة النشاط البدني لدى البالغين والمراهقين في تحقيق تخفيض نسبي مقداره 10٪ بحلول عام 2025 و15٪ بحلول عام 2030 مقارنة بقيمته الأساسية لعام 2010.
  • تشير التقديرات العالميّة إلى أن قلّة النشاط البدني ستكلف نظم الرعاية الصحّية العامة في الفترة الواقعة بين عامي 2020 و2030 حوالي 300 مليار دولار أمريكي (أي قرابة 27 مليار دولار أمريكي سنوياً) إن لم تُخفّض معدّلات قلّة النشاط البدني.

نظرة عامة

تعرف المنظّمة النشاط البدني على أنه أي حركة بدنية صادرة عن عضلات الهيكل العظمي وتتطلب صرفاً للطاقة. ويشير تعبير النشاط البدني إلى جميع الحركات، بما فيها تلك التي يؤديها الفرد أثناء وقت الفراغ، لغرض التنقل والذهاب إلى أماكن معينة والوصول إليها، أو في إطار إنجازه لعمله أو مزاولته لأنشطته المنزلية. وتتحسن الصحّة بفضل ممارسة النشاط البدني، سواء كان بوقع معتدل أم شديد. وتشمل الطرق الشائعة لممارسة النشاط البدني المشي وركوب الدراجات الهوائية واستخدام العجلات ومزاولة الرياضة بأنواعها وأداء الأنشطة الترفيهية والألعاب الحركية والتي يمكن ممارستها بصرف النظر عن مستوى المهارات وبغرض استمتاع الجميع بها.

والنشاط البدني مفيد للصحّة والعافية، بينما تزيد قلّته، بخلاف ذلك، خطورة الإصابة بالأمراض غير السارية وتتسبب في جني حصائل صحّية أخرى رديئة. أمّا سلوكيات قلّة النشاط البدني والسلوكيات المنطوية على قلّة الحركة، فهي تسهم معاً في زيادة معدّلات الإصابة بالأمراض غير السارية وتحميل نظم الرعاية الصحّية أعباء الأمراض.

ويعود تحسين معدّلات ممارسة النشاط البدني بالفائدة على الصحّة والعافية ويسهم في بلوغ الغايات العالميّة المحدّدة بشأن مكافحة الأمراض غير السارية وفي تحقيق عدد من أهداف التنمية المستدامة. ولكن ذلك سيتطلب زيادة الالتزامات والاستثمارات من جانب الدول الأعضاء؛ والابتكار والمساهمات من الجهات الفاعلة غير الدول؛ وتنسيق العمل والتعاون عبر أنحاء القطاعات؛ وتقديم الإرشادات والاضطلاع بأنشطة الرصد باستمرار من جانب المنظّمة.

فوائد النشاط البدني ومخاطر السلوكيات المنطوية على قلّة الحركة وقلّة النشاط

إن قلّة النشاط البدني من عوامل الخطر الرئيسية للتعرض للوفيات الناجمة عن الأمراض غير السارية. وتزداد خطورة تعرض الأشخاص غير النشطين بما فيه الكفاية للوفاة بما يتراوح بين 20٪ و30٪ مقارنة بسواهم النشطين بمعدّلات كافية. وتؤدي ممارسة النشاط البدني بانتظام إلى تحقيق ما يلي:

  • تعزيز اللياقة البدنية وتحسين صحّة القلب والأوعية الدموية وصحّة العظام وجني الحصائل المعرفية والصحّة النفسية وانخفاض كمية الدهون في الجسم لدى الأطفال والمراهقين؛
  • وتقليل خطورة التعرض للوفاة الناجمة عن جميع الأسباب وعن أمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم ا��عرضي وأنواع السرطان العرضية التي تصيب أجزاءً معينة من الجسم وداء السكري من النمط 2 وحالات السقوط وتحسين الصحّة النفسية والصحّة المعرفية والنوم ومقاييس كمية الدهون في الجسم لدى البالغين وكبار السن؛
  • وتقليل خطورة الإصابة بمقدمات الارتعاج وارتفاع ضغط الدم والسكري أثناء الحمل وزيادة الوزن المفرط أثناء الحمل ومضاعفات الولادة والاكتئاب اللاحق للولادة والمضاعفات التي تصيب المواليد لدى الحوامل والنفساوات، علماً بأن ممارسة النشاط البدني لا تخلّف أية آثار ضائرة على الوزن عند الولادة أو تسبب زيادة خطورة التعرض للإملاص.

أمّا السلوك المنطوي على قلّة الحركة فيعرف على أنه أي فترة يقل فيها صرف الطاقة أثناء الاستيقاظ مثل الجلوس أو الاتكاء أو الاستلقاء. وباتت ممارسات الحياة اليومية منطوية على قلّة الحركة بشكل مطرد الزيادة بسبب استخدام وسائل النقل المزوّدة بمحركات وزيادة استخدام الشاشات، سواء في العمل أم التعليم أم لأغراض الترفيه. وتثبت البيّنات أن ارتفاع معدّلات السلوكيات المنطوية على قلّة الحركة يتسبب في جني الحصائل الصحّية الرديئة التالية:

  • زيادة معدّلات السمنة، وتدهور صحّة القلب والأوعية الدموية، وضعف اللياقة البدنية، وتدهور السلوك الفردي/ سلوكيات التضامن مع المجتمع، وقلّة فترات النوم لدى الأطفال والمراهقين؛
  • وزيادة معدّل الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب وعن أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان ومعدّلات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان وداء السكري من النمط 2 لدى البالغين

ما مقدار النشاط البدني المُوصى بممارسته؟

ترد في المبادئ التوجيهية العالميّة الصادرة عن المنظّمة بشأن النشاط البدني والسلوكيات المنطوية على قلّة الحركة توصيات موجهة إلى الأطفال (البالغة أعمارهم 5 أعوام فما فوق) والمراهقين والبالغين وكبار السن والحوامل والنفساوات والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة وإعاقات. وتبين التوصيات بالتفصيل مقدار النشاط البدني (من حيث مدى التواتر والشدة والمدة) اللازم ممارسته لجني فوائد صحّية كبيرة وتقليل معدّلات التعرض لمخاطر صحّية. وتسلط المبادئ التوجيهية الضوء على أن ممارسة النشاط البدني بأي قدر كان أفضل من عدم ممارسته إطلاقاً؛ لأن جميع الأنشطة البدنية مهمة؛ وينبغي أن تحرص جميع الفئات العمرية على تحديد مقدار الوقت الذي تقل فيه حركتها؛ لأن تقوية العضلات تفيد الجميع.

كما ترد في الم��ادئ التوجيهية الصادرة عن المنظّمة بشأن النشاط البدني والسلوكيات المنطوية على قلّة الحركة والنوم لدى الأطفال دون سن الخامسة توصيات بشأن مقدار الوقت الذي يتعين أن يقضيه صغار الأطفال دون سن الخامسة على مدار 24 ساعة في ممارسة النشاط البدني أو النوم لكي يتمتّعوا بالصحّة والعافية، والحد الأقصى للوقت المُوصى به الذي ينبغي أن يقضيه هؤلاء الأطفال في مزاولة الأنشطة المنطوية على قلّة الحركة لدى مشاهدتهم للشاشات أو الوقت الذي يتعين فيه تقييد حركتهم.

وتُنشر معلومات مصوّرة (بالإنكليزية) تلخّص المبادئ التوجيهية الصادرة حالياً عن المنظّمة بشأن النشاط البدني والسلوكيات المنطوية على قلّة الحركة بالنسبة لجميع الفئات العمرية. وتتولى المنظّمة إعداد المبادئ التوجيهية من خلال الاضطلاع بعملية شاقة لاستعراض البيّنات العلمية وإجراء مشاورات مع الخبراء. ويجري الاستعداد فعلاً لإعداد المبادئ التوجيهية التالية المتوقع نشرها في عام 2030.

معدّلات قلّة النشاط البدني على الصعيد العالميّ

ترصد المنظّمة بانتظام الاتجاهات المختطة في معدّلات قلّة النشاط البدني. ورُئي من دراسة حديثة (1) أن نحو ثلث السكان البالغين في العالم (31٪)، أي 1,8 مليار شخص بالغ، غير نشطين بدنياً، ما يعني أنهم لا يستوفون التوصيات العالميّة القاضية بممارسة النشاط البدني لمدة 150 دقيقة أسبوعياً بوقع معتدل الشدة. وهي زيادة بمقدار 5 نقاط مئوية في الفترة الواقعة بين عامي 2010 و2022. وإذا استمر هذا الاتجاه، فمن المتوقع أن ترتفع نسبة البالغين غير المستوفين للمعدّلات المُوصى بها لممارسة النشاط البدني إلى 35٪ بحلول عام 2030.

ويوجد على الصعيد العالميّ اختلافات ملحوظة فيما يخص العمر والجنس في معدّلات قلّة النشاط البدني.

  • النساء أقل نشاطاً من الرجال بمقدار 5 نقاط مئوية في المتوسط، ولم يتغير هذا الوضع منذ عام 2000.
  • تزداد معدّلات قلّة النشاط البدني لدى الرجال والنساء على حد سواء بعد بلوغ عمر 60 عاماً.
  • تبلغ نسبة المراهقين القليلي النشاط البدني (الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و17 عاماً) 81٪ (2).
  • الفتيات المراهقات أقل نشاطاً من الفتيان المراهقين، ولا تستوف نسبة 85٪ منهن مقارنة بنسبة 78٪ من الفتيان المراهقين المبادئ التوجيهية الصادرة عن المنظّمة.

ويوجد عوامل مختلفة كثيرة يمكن أن تحدّد مدى نشاط الناس والمعدّلات العامة لممارسة النشاط البدني في صفوف فئات سكانية مختلفة. ويمكن أن تكون هذه العوامل مرتبطة بمحدّدات فردية أو اجتماعية وثقافية وبيئية واقتصادية أوسع نطاقاً ت��ثر على معدّلات إتاحة فرص ممارسة النشاط البدني بطرق آمنة وممتّعة.

كيف بوسع الدول الأعضاء زيادة معدّلات ممارسة النشاط البدني

ترد في خطّة العمل العالميّة الصادرة عن المنظّمة بشأن النشاط البدني توصيات سياساتية موجهة إلى البلدان والمجتمعات المحلّية لتعزيز ممارسة النشاط البدني وضمان حصول الجميع على المزيد من الفرص لممارسته بانتظام. ومن أمثلة هذه التوصيات سياسات تكفل إتاحة سبل ممارسة المشي وركوب الدراجات واستخدام وسائل النقل غير المزوّدة بمحركات؛ التي تزيد فرص ممارسة النشاط البدني في المدارس وأماكن العمل ومراكز رعاية الأطفال ومراكز تقديم خدمات الرعاية الصحّية؛ وتزيد إمكانية إتاحة وتوافر فرص ممارسة الرياضة المجتمعية بأنواعها والأماكن العامة المفتوحة.

وينطوي تنفيذ السياسات الفعالة بشأن زيادة معدّلات ممارسة النشاط البدني على بذل جهود جماعية منسقة عبر أنحاء عدة إدارات حكومية على جميع المستويات، بما يشمل قطاعات كل من الصحّة والنقل والتعليم والعمل والرياضة والترفيه والتخطيط الحضري. كما ينطوي تنفيذها على مشاركة وطنية ومحلّية من جانب المنظّمات غير الحكومية ومختلف القطاعات والجهات صاحبة المصلحة وميادين التخصّصات دعماً لتنفيذ السياسات والحلول المناسبة لبيئة البلد الثقافية والاجتماعية. وينبغي إعطاء الأولوية لاتخاذ إجراءات سياساتية تعالج أوجه التفاوت في معدّلات ممارسة النشاط البدني وتعزّز ممارسته بين الجميع وتمكنهم من ممارسته وتشجعهم على ممارسته.

استجابة المنظّمة

تدعم المنظّمة البلدان والجهات صاحبة المصلحة في تنفيذ الإجراءات المُوصى بها عن طريق القيام بما يلي:

1- وضع إرشادات ومبادئ توجيهية سياساتية عالميّة مسندة بأحدث البيّنات وتوافق الآراء؛

2- ودعم البلدان في وضع سياسات مناسبة تشجع ممارسة النشاط البدني والتعاون المتعدّد القطاعات؛

3- والدعوة إلى زيادة الوعي بالفوائد المتعدّدة المجنية من زيادة معدّلات ممارسة النشاط البدني ودعم عملية إجراء تحليل اقتصادي لتأثير زيادة ممارسة النشاط البدني والعائد المحقق من الاستثمار في تنفيذ تدخلات سياساتية مختلفة؛

4- وإعداد أدوات تقنية وحزم تدريبية لمساعدة البلدان على بناء القدرات اللازمة في مجال تنفيذ سياسات وبرامج عبر أنحاء أوساط وابتكارات رئيسية باستخدام منصات رقمية، بوسائل منها الاستفادة من دورات أكاديمية المنظّمة وحلقات العمل التي تشارك فيها عدة بلدان وغيرها من أنشطة تبادل المعارف؛

5- والدعوة إلى أداء دور تنسيقي وتعاوني لتعزيز الشراكات عبر أنحاء القطاعات وبين راسمي السياسات والممارسين وأوساط الباحثين؛

6- والاضطلاع على الصعيد العالميّ بأنشطة الرصد والإبلاغ عن التقدم المُحرز في تنفيذ خطّة العمل العالميّة بشأن النشاط البدني ومعدّلات قلّة النشاط البدني في العالم وعن التقدم المُحرز صوب تحقيق تخفيض نسبي قدره 15٪ في معدّلات انتشار قلّة النشاط البدني بحلول عام 2030.

وتدعم المنظّمة البلدان والجهات صاحبة المصلحة في تنفيذ الإجراءات المُوصى بها عن طريق وضع إرشادات ومبادئ توجيهية سياساتية عالميّة مسندة بأحدث البيّنات وتوافق الآراء، لمساعدة البلدان على وضع سياسات ومبرّرات استثمار وآليات تمويل مناسبة.

المرجعان

  1. Strain, T., Flaxman, S., et al. National, regional, and global trends in insufficient physical activity among adults from 2000 to 2022: a pooled analysis of 507 population-based surveys with 5·7 million participants. The Lancet Global Health (2024).
  2. Guthold, R., Stevens, G., et al. Global trends in insufficient physical activity among adolescents: a pooled analysis of 298 population-based surveys with 1.6 million participants. The Lancet Child & Adolescent Health Vol. 4 Iss. 1 (2019).

مختارات

النشرات الإخبارية

صحيفة وقائع