المركز الإعلامي | الأخبار | المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية تختتم زيارتها إلى أفغانستان، وتؤكد على دعم الأولويات الصحية والتعاون بين البلدان

المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية تختتم زيارتها إلى أفغانستان، وتؤكد على دعم الأولويات الصحية والتعاون بين البلدان

أرسل إلى صديق طباعة PDF

المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية تختتم زيارتها إلى أفغانستان، وتؤكد على دعم الأولويات الصحية والتعاون بين البلدان

12 أيار/ مايو 2024، كابُل، أفغانستان – أجرت الدكتورة حنان بلخي، المديرةُ الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، زيارةً إلى كابُل في أفغانستان، وجاءت الزيارة، التي استمرت ثلاثة أيام، عقب إتمام مهمتها الرفيعة المستوى مع رئيس مجلس مراقبة شلل الأطفال والشركاء من المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال في باكستان المجاورة.

وخلال الزيارة، التقت الدكتورةُ حنان بلخي السلطات الأفغانية الفعلية والشركاء الصحيين في كابُل من أجل مناقشة القضايا الصحية ذات الأولوية لسكان أفغانستان، مع التركيز على تعزيز الإتاحة المنصفة للرعاية الصحية وتوسيع نطاق تعليم القوى العاملة الصحية بالذات للإناث، والتصدي لتعاطي مواد الإدمان و دعم البرامج العلاجية لها.

كما ركزت الدكتورة حنان بلخي على دعم برنامج استئصال شلل الأطفال. ويمكن القول إن أفغانستان أحرزت تقدمًا مطردًا منذ استئناف الحملات في تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، خاصة أنها أحد البلدين اللذين لا يزال فيروس شلل الأطفال البري متوطنًا فيهما. وخلال الزيارة، عملت الد��تورةُ حنان بلخي وسانجاي ويجيسيرا، المدير الإقليمي لليونيسف لجنوب آسيا، على التواصل مع الشركاء والجهات أصحاب المصلحة لتأكيد التزام منظمة الصحة العالمية والمبادرة العالمية باستئصال شلل الأطفال بسد الفجوات المتبقية فيما يخص استئصال شلل الأطفال في هذا البلد وإنهاء شلل الأطفال إلى الأبد.

وفي ضوء الإبلاغ عن ثلاث حالات فقط هذا العام، واقتصار وجود الفيروس على المنطقتين الشرقية والجنوبية من البلاد، فإن أفغانستان تحظى بأفضل فرصة لاستئصال شلل الأطفال في الأشهر القادمة. وكان لإعلان القيادة العليا في أفغانستان، في أثناء زيارة الدكتورة حنان، عن إعادة إطلاق أنشطة التلقيح ضد شلل الأطفال عن طريق الزيارات المنزلية في الإقليم الجنوبي من البلاد وقع كبير حيث يعتبر تطورًا كبيرًا سيمكِّن البرنامج من الوصولِ إلى عدد أكبر من الأطفال.

وشدّدت الدكتورةُ حنان بلخي على التزام منظمة الصحة العالمية باستئصال شلل الأطفال في أفغانستان وباكستان، باعتبار ذلك أولوية رئيسية للصحة العامة ليس فقط في الإقليم بل على مستوى العالم. وأكَّدت أيضًا التزامها بعقد حوار صحي بين أفغانستان وباكستان، الأمر الذي من شأنه تلبية الاحتياجات الصحية الأوسع نطاقًا لكلا البلدين، مثل توطيد أواصر التعاون بشأن توفير العلاج و تدريب الكوادر الصحية و دعم المختبرات التشخيصية و بالطبع إضافة الى استئصال شلل الأطفال، ولقد تبنَّت الحكومة الباكستانية بالفعل هذا التوجه.

وزارت المديرةُ الإقليمية أيضًا مرافقَ صحية مدعومة من منظمة الصحة العالمية في مستشفى إنديرا غاندي للأطفال، وهو واحد من 130 مركزًا صحيًا لتثبيت الحالة التغذوية يتلقون الدعم من منظمة الصحة العالمية في أفغانستان، وزارت مركز كابُل لعلاج إدمان النساء والأطفال المخدرات الذي يسع 100 سرير، وهو أحد مراكز التأهيل السبعة التي تتلقى دعمًا حيويًا من منظمة الصحة العالمية والشركاء. وفي جناح الأطفال المدمنين، خاضت الدكتورةُ حنان بلخي تجربة شديدة التأثير مشحونة بالعواطف عند لقائها عددًا من الفتيات الصغيرات اللاتي أخبرنها بقصص كفاحهن لمواجهة الإدمان ورحلتهن إلى التعافي.

وفي أثناء زيارة المرافق الصحية، تواصلت الدكتورةُ حنان بلخي مع المرضى وموظفي الرعاية الصحية وأجرت معهم مناقشات واستمعت إليهم، وشددت على مدى أهمية تعزيز قدرات الموظفين الطبيين وتحسين إمكانية حصول الفئات السكانية الضعيفة والمعرضة للخطر على خدمات الرعاية الصحية في جميع أنحاء أفغانستان.

وإدراكًا من الدكتورةِ حنان بلخي بأن تعليم المرأة يؤثر تأثيرًا عظيمًا في صحة السكان وعافيتهم، فإنها أكدت مرة أخرى التزامها بالدعوة إلى تعليم المرأة وصون حقوقها، بوصفها جزءًا لا يتجزأ من الجهود الشاملة الرامية إلى النهوض بجدول أعمال الصحة في أفغانستان.

وقالت الدكتورة حنان بلخي: "لقد أدت منظمة الصحة العالمية دورًا أساسيًا في جهود استئصال شلل الأطفال في أفغانستان، فضلًا عن الاستجابة للاحتياجات الأساسية المنقذة للحياة في جميع أنحاء البلاد. وتماشيًا مع الأولويات الإقليمية، سنواصل التعاون مع السلطات الصحية القائمة على الأمور وشركائنا لتوسيع نطاق الوصول العادل إلى الرعاية الصحية الجيدة، وتعزيز قدرات القوى العاملة الصحية - ولا سيما النساء - والتصدي لتعاطي مواد الإدمان".

يُذكر أن الأزمة الإنسانية في أفغانستان واحدة من أشد الأزمات عالميًا؛ فالبلد يعاني أحد أعلى مستويات انعدام الأمن الغذائي على مستوى العالم في حين تستمر موجات الجفاف والنزوح ووطأة الفقر، وفوق ذلك كله تزيد الكوارث الطبيعية من تفاقم الوضع. ولذا ارتفعت الاحتياجات الإنسانية ارتفاعًا كبيرًا، ومن ذلك مثلاً زيادة عدد المحتاجين من 18.4 مليون شخص في منتصف عام 2021 إلى ما يقرب من 23.7 مليون شخص في عام 2024. ويحتاج نحو 17.9 مليون شخص منهم إلى المساعدة الصحية العاجلة.