المركز الإعلامي | الأخبار | حلقة نقاش رفيعة المستوى حول الصحة في إقليم شرق المتوسط تستكشف سُبُل تحويل الأزمات إلى فرص

حلقة نقاش رفيعة المستوى حول الصحة في إقليم شرق المتوسط تستكشف سُبُل تحويل الأزمات إلى فرص

أرسل إلى صديق طباعة PDF

High-level panel discussion on health in Eastern Mediterranean Region explores ways to move from crisis to opportunity

28 أيار/ مايو 2024، جنيف، سويسرا - عُقدت في جنيف في 25 أيار/ مايو فعالية شراكة لتسليط الضوء على التحديات والفرص في مجال الصحة ومسيرة منظمة الصحة العالمية في إقليم شرق المتوسط، قبل انطلاق دورة جمعية الصحة العالمية السابعة والسبعين. واشتملت الفعالية، التي استضافتها الدكتورة حنان بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، وزملاؤها من كبار المسؤولين، على حلقة نقاش رفيعة المستوى لاستشراف السنوات الخمس القادمة.

وافتتح الفعالية الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، والمديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية، تحت عنوان «من الأزمة إلى الفرصة: الصحة في إقليم شرق المتوسط». وكانت بمثابة منتدى لتبادل الآراء حول كيفية تعزيز الجهود الجماعية الرامية إلى إزالة العوائق التي تحول دون تحقيق الصحة وإتاحة الخدمات وضمان الإنصاف في الإقليم. وضم المشاركون الرفيعو المستوى في الفعالية عددًا من وزراء الصحة في الإقليم، وشخصيات قيادية في مجال الصحة العامة، وكبار ممثلي وكالات الأمم المتحدة والشركاء في التنمية، ومسؤولين دبلوماسيين من البعثات الدائمة في جنيف.

وسلطت حلقة النقاش الضوء على الفرص والاستراتيجيات الفعلية التي تهدف إلى المساعدة على تسريع وتيرة التقدم الملموس في الإقليم، فضلًا عن استعراض التحديات الصحية الجوهرية التي يواجهها الإقليم على مدار العقود الأخيرة. وانصب التركيز على رؤية المنظمة والمبادرات الإقليمية الرائدة المقترحة.

وتناولت حلقة النقاش أيضًا العوامل التي تقع خارج نطاق قطاع الصحة، ولكنها مع ذلك تؤثر تأثيرًا مباشرًا على صحة الناس. وتشمل تلك العوامل النزاع والفقر والتدهور الاقتصادي والنزوح الجماعي وانعدام الأمن الغذائي والمائي.

وكان من بين أعضاء حلقة النقاش سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري، وزيرة الصحة العامة في قطر، ومعالي الدكتور عبد الله الربيعة، المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، والدكتور مهدي كركوري، رئيس جمعية مكافحة الإيدز بالمغرب، والدكتورة شابنوم سارفراز، المديرة العالمية لشؤون النوع الاجتماعي والصحة / نائبة المدير التنفيذي، في منظمة المرأة في الصحة العالمية. وأدارت حلقة النقاش الدكتورة كارول بريزيرن، أستاذة الممارسة بقسم السياسة الصحية العالمية، في كلية لندن للنظافة الصحية وطب المناطق المدارية.

تتحدث المديرة الإقليمية خلال حدث الشراكة والعشاء الوزاري الذي يسبق جمعية الصحة العالمية السابعة والسبعين. جنيف - 25 مايو 2024

وقالت الدكتورة حنان بلخي ردًّا على سؤال حول أول مائة يوم من شَغْلها منصب المديرة الإقليمية «إن المِنحة تولد من رحم المحنة، حيث تتواتى الفرصة للقيام بالأمور على نحو مختلف، وتحقيق مكاسب صحية كبرى. وقد أثبتت الشواهد الميدانية أن الأمل لا يزال قائمًا حتى في أحلك الظروف».

وتحدثت الدكتورة حنان كذلك عن حالات الطوارئ الإنسانية ذات النطاق غير المسبوق؛ وأعداد اللاجئين والنازحين داخليًّا التي بلغت حدًّا قياسيًّا؛ والآثار الصحية الـمُترتبة على الطوارئ المناخية؛ ونقص الأدوية واللقاحات والعاملين الصحيين المهرة؛ وتزايد أعباء تعاطي مواد الإدمان واضطرابات الصحة النفسية.

وعرضت الدكتورة حنان بعض الرؤى المستمدة من جولتها المستمرة في الإقليم، التي شملت تسع زيارات قُطرية حتى الآن. ففي باكستان، يُعطى الأطفال قطرات من اللقاح الفموي المضاد لشلل الأطفال في إطار الجهود الإقليمية المتواصلة لاستئصال شأفة هذا المرض نهائيًّا. وفي حماة بالجمهورية العربية السورية، ساهم أحد المستشفيات التي أعادت منظمة الصحة العالمية تأهيله مؤخرًا في إنقاذ العديد من الأسر من الاختيار المؤلم بين إطعام أطفالها أو دفع تكاليف النقل للحصول على الرعاية الطبية على مسافة ساعات بعيداً منهم. وفي السودان، أدَّت الجهود الجماعية إلى انخفاض حالات الكوليرا وحمى الضنك والملاريا.

وفي أفغانستان، تُبذل جهود حثيثة للمداومة على تثقيف المرأة في مجال الرعاية الصحية. وفي جمهورية إيران الإسلامية، يُسهم التركيز على طب الأسرة في وضع الأسر في صميم الحلول الصحية، وتعزيز الرعاية الوقائية، وبناء نظام صحي أكثر فعالية وقدرة على الصمود. وفي العريش بمصر، زارت المديرة الإقليمية أحد المستشفيات حيث رأت سكانًا من غزة مصابون بأمراض خطيرة ويحصلون على أعلى مستويات الرعاية الطبية مجانًا.

وردًا على سؤال حول استراتيجيتها للسنوات الخمس المقبلة، أعلنت الدكتورة حنان بلخي عن ثلاث مبادرات رئيسية لها، وهي: «ضمان الإتاحة وسلاسل الإمداد المُنصفة»، و«الاستثمار في قوى عاملة صحية قادرة على الصمود»، و«تسريع وتيرة مكافحة تعاطي مواد الإدمان». وأضافت الدكتورة حنان القول: «من أجل إتاحة أفضل للرعاية الصحية، نحتاج إلى سلاسل إمداد مُنصِفة. ونحتاج أيضًا إلى تدريب عدد كافٍ من العاملين الصحيين واستبقائهم لتلبية احتياجات الإقليم الصحية حاليًّا وفي المستقبل. ويجب أن نبذل قصارى جهدنا للوقاية من الضرر وللتغلب على الفجوة في علاج الذين يعانون من اضطرابات ناجمة عن تعاطي المواد.»

وتبادل أعضاء حلقة النقاش أفكارهم حول سُبُل تضافر الجهود والإسهام في هذه المبادرات الرئيسية الثلاث. وقد أدى ذلك إلى مناقشات مثمرة حول كيفية المساعدة على تحقيق حصائل صحية إيجابية في الإقليم. وأشار أعضاء حلقة النقاش إلى قدرة الناس على الصمود وثراء الإقليم بالمواهب الخلاقة، مشيدين بدور المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط في بناء المعارف وتبادل المعلومات.

غير أنهم أوضحوا أيضًا أن البلدان تستطيع أن تفعل المزيد لتدعم بعضها بعضًا بشكل أفضل، خاصة مع تنوع الإقليم وتفاوته وتفرده من حيث الاحتياجات التي تحتاج إلى الوفاء بها.

وسلط أعضاء حلقة النقاش الضوء على مسؤولية النظام الصحي والمعايير الاجتماعية والجنسانية التي يمكن أن تقيد الحصول على الرعاية الصحية، مما يؤدي إلى وفيات لا مبرر لها. فالتفاوتات في العمر المتوقع ومعدلات الوفيات وفرص التعليم والمشاركة في القوى العاملة بين الجنسين واضحة. وهناك حاجة إلى التعبير عن صوت المرأة في السياسات، وإلى زيادة الاستثمار في صحتها، وفي تحقيق السلام والازدهار للجميع، في كل مكان، وكل ذلك بدعم من منظمة الصحة العالمية.

وتناول أعضاء حلقة النقاش مسألة الحصول على الرعاية الصحية، لا سيما في حالات النزاع. وسلطوا الضوء على أهمية اعتماد نُهج مبتكرة وقائمة على البحث في التغلب على المشاكل والتحديات على أرض الواقع، فضلاً عن أهمية إشراك المجتمعات المحلية المتضررة.

وتطرق أعضاء حلقة النقاش إلى موضوع الأمن الدوائي. ومن بين الحلول المقترحة لهذه المسألة إنتاج المزيد من الأدوية محليًّا؛ ودعم البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط من أجل تحسين قدرتها على الحصول على الأدوية من خلال آليات الشراء المجمَّع؛ وتعزيز قدرات الإنتاج في الإقليم.

ومن بين النقاط التي سُلط الضوء عليها أيضا الانتقال من مفهوم شركاء التمويل إلى الشركاء الكاملين. ودعا أعضاء حلقة النقاش الجهات المانحة والبلدان المُتلقِّية للتمويل إلى المشاركة في الحوار وإلى الاستماع إلى صوت المجتمع المدني - وإلى الاعتراف بالمجتمع المدني أيضًا بصفته طرفًا فاعلاً رئيسيًّا.

وركَّزت مداخلات الوزراء وكبار الشركاء الحاضرين على كيفية إعادة بناء النُّظُم الصحية المتضررة من النزاعات وحالات الطوارئ وضمان مواصلة قدرتها على الصمود؛ وكيفية تحقيق التكامل لا التنافس فيما بين بلدان الإقليم؛ وتنفيذ برامج الشراء المُجمَّع التي تعود بفوائد الشراء بالجملة؛ وكيفية إنشاء برامج صحية للاحتفاظ بالقوى العاملة الصحية في داخل الإقليم.

وفي ختام الفعالية، دعت المديرة الإقليمية جميع الشركاء الحاضرين إلى العمل معًا، قائلة: «هَيّا بنا نتكاتف لمساعدة الجميع في إقليمنا على التمتع في حياتهم بأوفر قدر ممكن من الصحة.» «لنسرِّع وتيرة العمل، ونوسع نطاق الإتاحة، ونضمن الإنصاف.»